على باب موصد
يمتد طريق بطول الذكريات
انحرفت اتجاهاته
انكسرت علامته
اهترأت أراضيه
شجر يموت على جانبيه
قمر حزين يطل عليه
يغشى ليله غيوم
يموت النهار على أفقه
يسدل ظلمة حالكة
فأصحو قليلا مطلا على هذي المشاهد
أفكر قطعت هذا الطريق
انتظرت طويلا تحت الشجر
هنا في الشتاء تأملت قطر المطر
كيف يعيش الماء في كل شيء
وكيف يكون البداية
وكيف يكون الساقي لنبتة
فوق أقل قليلا من مترين لجسد ساكن
كنت أنت ساكنه يوما
أفكر كيف كانت البداية
وتتلون الذكريات بحزن طويل
يظلل كل الأماكن
هل في الأصل كان الحزن؟
أنظر كيف تعانق الريح الشجر
في رقصة أبدية بضوء قمر
يحدد شكل المشاعر في الذكريات
يحدد كيف يصير الظل مهما في المشهد
إذا سافر على طريق الذكريات
وكيف يبعث صوت بيانو شوبان
خفيفا حزينا
يمزق أثر مروري بطول الطريق
يمزق شعور الحنين إلى الماضي
أكمل هذا الطريق وحيدا
لن يشاركني نفسي أحد
فرادى في هذا الزمان
فرادى إلى الأبد
هباء يغزو الأفق
هباء يسمى الرفاق
قليلا مشينا نفكر فيما ماضى آن ذاك
نفكر في عبقرية دالي وعمق درويش
و شخصية الجوكر
نغرق في دهشة للأبد
دخان
لكنا نغيب قليلا
ثم نغيب غياب السنين
ويأخذ الطريق في الاتساع
ويبتلع الهباء اللذين كانو هنا
وأبقى وحيدا كما كنت دوما
أعيد الآن رسم البداية
بما أسعفتني خلايا دماغي
كلما ابتعدت عني الذكريات
سطعت فيها الشموس
وباتت حبيبة
إلا ما حل فيه ضوء القمر
آه كلمات عابرة تقتل المعنى والذاكرة
لا أذكر شيءا الا البحر
وليل عميق بعمقه
فما اروعه
وما اروعه
قطعت هذا الطريق
نظرت قليلا وما كان قليلا
انتهى الشعور بالزمن
ومات الركض الطويل
عجوز قلبي بقدر الجبال
من أجل هذا
سأقطع باقي الطريق
فلا كل شيء يقول حكمته
ولن أصل إلى شيء وانا انظر فيما مضى
سأمضي بلا ذاكرة
اودعها هنا
لمحة من حنين
لأيام ذهبت بلا أثر
سوى ما سأشعر حين انظر للنيل يوما
وأذكر اني نظرت طويلا
ولم انتظر
No comments:
Post a Comment